الجمعة، 17 ديسمبر 2010

اعمل ولا تشتكى فالحياة جميلة


ذات يوم  ذهبت لزيارة صديق لي وعندما أخذنا نتبادل الحديث قال لي والسأم يقتله :
هل تعرف ما هو الجحيم ؟
قلت له : لا .
قال : هو أن تعاشر من لا تحبهم ... وتصادف من لا تستريح إليهم ... وتعمل بين من لا يفهموك ... وتشعر كل يوم بأنك عاجز عن تحقيق ما تريده لنفسك ... وما تؤمن به وتعتقده !
 قلت له : وكيف يستطيع الإنسان أن يحتمل حياة من هذا النوع ؟
قال : العجيب أن الكثيرين منا يعيشون تماما مثل هذه الحياة في مجملها أو في بعض صورها , ويحتملونها كأنه قدر مكتوب عليهم أو كأنهم يُنفذون حكماً قضائياً صادرا ضدهم من محكمة الحياة , ولا يفكرون أبداً في استئناف هذا الحكم وفى تغيير حياتهم والبحث عن حلول ملائمة لما يشتكون منه .
قلت : وماذا تتوقع منهم أن يقوموا بفعله ؟
قال : أن يكفوا عن الشكوى مما يُنغص عليهم حياتهم ... وأن يستثمروا الطاقة التي يبددونها في الأنين في البحث عن حلول لما يُعانون منه من مشكلات ... فالشباب في الخارج لا يهدر عمره في الشكوى والتبرم بالحياة ... وإنما يتحركون لتغيير الواقع الخاص الذي يضيقون به ... فمن لا يجد سعادته في حياته الخاصة يبحث عنها في حياة جديدة ... ومن لا يجد نفسه بين أصدقائه يبحث عنها بين أصدقاء آخرين أكثر فهماً له , ومن لا يجد نفسه في عمله يبحث عنها في عمل جديد فإن عجز عن إيجاده حاول أن يتواءم مع عمله وأن يحبه وأن يكتشف فيه جوانب جديدة يمكن أن تحقق طموحه وذاته , بل إن من يجد الطريق أمامه مسدوداً في مكان ما في الأرض فعليه أن لا يهدر عمره فيه وإنما يغادره غير نادم إلى مكان آخر وحياة أخرى... حتى أصبحت هذه العبارة الغريبة على أسماعنا " حياة جديدة " عبارة شائعة على ألسنة الشباب والكهول بل والشيوخ أيضاً , فمن لا ترضيه حياته يقول لنفسه وللآخرين دائما سأبدأ حياة جديدة ثم يتحرك بالفعل ليبدأ هذه الحياة وليس ذلك مقصوراً أبداً على الشباب , فحتى بعد سن المعاش يقول الإنسان لنفسه سأبدأ حياة جديدة أتمتع بما لم تتح سنوات الكفاح والعمل اكتشافه والتمتع به .... وهكذا يعيش الإنسان حياته أكثر من مرة ويستمتع بكل مرحلة من مراحلها .
قلت : أما نحن ؟
قال : نحن مشدودون دائماً إلى واقعنا الذي نشكو منه بحبال رفيعة من الصلب الرفيع .
نشكو من حياتنا ولا نحاول أبداً أن نتواءم معها أو نغيرها إذا يئسنا منها .
ونشكو من أصدقائنا ثم نذهب إليهم لنجتر معهم السأم والملل ويعيش كل منا في وحده الداخلية وهو بين أصدقائه ! ونشكو من عملنا ولا نحاول أبداً أن نتكيف معه أو نكتشف فيه ما يستهوينا ويطلق إبداعنا أو نغيره ونبحث عن مستقبلنا وأنفسنا في مجالات جديدة .
إنها رحلة عذاب نكرر فيها كل يوم أسطورة سيزيف الذي غضبت عليه آلهة الإغريق فحكمت عليه أن يحمل فوق صدره صخرة كبيرة ويصعد بها إلى قمة الجبل , وكلما وصل إلى القمة ألقت الآلهة الصخرة إلى السفح ليحملها من جديد إلى القمة .. وطوال العمر !
إن كلاً منا يحمل مثل هذه الصخرة فوق صدره ... ولا يفكر أبدا في إلقائها بعيداً عنه ... فمتى يلقى كل منا بصخرته عن صدره ... ومتى يأتي هذا اليوم ؟
تفكرت في كلامه طويلاً ... وبحثت عن إجابة تهدئ خواطره فوجدت نفسي أجيبه :
سيأتي هذا اليوم بالتأكيد يا أخي ... وعلينا ألا نفقد الأمل فيه أبدا وإلا استحالت الحياة , نعم فإن الإنسان لهو أعظم أعجوبة في العالم كما قال ذلك منذ قرون الشاعر الإغريقي الأعمى سوفوكليس , وإرادته هي التي تصنع الحياة , وهو قادر دائما على تحقيق المعجزات حين يريد وحين يتحرك من الجمود وحين يخرج من دائرة الشكوى والأنين إلى دائرة الحركة والعمل .
فلقد انهزم الديناصور في معركة التطور , فانقرض واندثر في حين انتصر الإنسان على الطبيعة فبقىِ وتواصل  مع أن عضلاته ليست أقوى من عضلات الديناصور , لكن عقله .. روحه وإرادته هي الأقوى , فعاش الإنسان ومات الديناصور وسوف يعيش الإنسان دائما وسوف يتغلب على كل الصعاب التي تواجهه لأنه مذود بقوة عجيبة من قِبل الخالق الأعظم " جل في علاه "  فأنني أرفض وبشدة مذهب الفيلسوف الألماني شوبنهاور الذي كان يقول :
إن الإنسان أصلا مخلوق معذب وأن الحياة ليست سوى تعاقب الألم والفراغ وتعاقب الرغبة والسأم , ولكنني من المعجبين كثيرا بكلمة الفيلسوف الفرنسي ريتوفيه الذي عاش حياة خصبة طويلة وملأ المجلدات بأفكاره وآرائه ثم قال وهو في الثامنة والثمانين من عمره " سأترك الدنيا قبل أن أقول كلمتي النهائية ... لأن الإنسان يموت دائما قبل أن يتم عمله ... وهذا أشد أحزان الحياة إثارة للشجن "
هذه هي النظرة التي أؤمن بها  في الحياة والتي أعجب بها .
إن على كل إنسان أن يقول كلمته حتى اللحظة الأخيرة وألا يفقد حماسه أبداً لتحقيق ما يريده لنفسه وما يؤمن به من أراء وأفكار وليس ضروريا أن يحقق النجاح الذي يصبو إليه لكنه من الأهمية بمكان أن يسعى وأن يقول لنفسه إذا عجز عن تحقيق آماله " لقد حاولت " نعم أخي فإن الخطأ ليس أن نعيش حياة لا نرضاها لكن الخطأ بعينه هو ألا نحاول تغييرها إلى الأفضل دائماً , فإذا قصرت الإمكانات عن الامانى فزنا على الأقل بشرف المحاولة الذي يدفعنا للرضا التام عن أنفسنا لأننا لم نقصر في حق الحياة ولا في حق أنفسنا , كما أنني لا أشك أبداً يا أخي في أن هذا اليوم الذي تحلم به سوف يأتي وسوف يتحقق ............






الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

ابتسم للحياة وكن قويا

ابتسم ولا تسأم ليصبح الخريف ربيعا .. والليل المظلم صباحا مشرقا .. وتتحول الغربان

لعصافير جميلة مغردة مبتهجة ..

ابتسم فالابتسامة تذيب الهموم والأحزان وتوقظ السعادة من سباتها ..

ابتسم فابتسامتك علامة الجودة في عالمنا المتعب ..

ابتسم فكل الآلآم لا يقرأها سوى تبسمكــ ..

ابتسم ولا تحرم نفسك الأجر با ادخال السرور في قلب أخيكـ ..

ابتسم ويكفيك أن ترى الآخرين يبادلونك ابتسامة أعمق وأصدق ..

ابتسم لتزيح الهم من قلبك وتزيح هم غيركـ ..

ابتسم فلست الوحيد الذي لسعته الأيام ..

نعم ابتسم ولا تسأم وابرز قدرتكـ على مواجهة هذه الحياة وصعوباتها ..

ابتسم في وجه المصيبه ولا تسأم لأنكـ مؤمن والجزع

ليس من سماتك والأمر كله خير لكـ .. وأنت أقوى من ان يرى الآخرون ضعفكـــ ..

ابتسم ولا تسأم وكن قويا في الشدائد ..

مرسلة بواسطة استاذة " سما نور "

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

إني مهاجر إلى الله



إني مهاجر إلى الله
ليست الهجرة مرة في العمر , وليست الهجرة من مكان إلى آخر , بل هي هجرة في كل لحظة , مادامت إلى الله , فهي استمساك بالدين , ودعوة إلى الله , والتزام بالأخلاق , ومواجهة للفتن , وتحقق بالإيمان وتحصن بالتقوى , فليكن شعار مرحلتنا اليوم :
( إني مهاجر إلى الله )
فهل نحن قادرون على ترك السيئات ؟ ومفارقة المعيقات ؟ والخروج من المثبطات ؟ , ما كانت كلمة الهجرة ترد في القرآن أكثر من عشرين مرة , إلا لحكمة أراد الله منا , أن نفهمها , ونتدبرها , وننفذها , فهي مخرجنا اليوم مما يحاصرنا من صعاب وأزمات .
حيث نعلن :
رفضنا لغير التمسك بديننا منهجاً للحياة , ولو تعاظمت الأقاويل , وكثر العصاة , فقول الله الصريح : ( واصبر على ما يقولون , واهجرهم هجراً جميلاً ) , ولو تناثرت العادات وتفاقمت الأخلاق السيئة , وانتشرت المعاصي وتقابحت الذنوب , فنداء الله القريب : ( والرجز فاهجر ) , ولو تخبطت بنا المواقف , وادلهمت بنا الحوادث , فصوت القرآن يطمئن القلوب : ( ومن يخرج من بيته مهاجراً , ثم يدركه الموت , فقد وقع أجره على الله ( النساء 100 .
ففي الهجرة حياتنا :
وفي الهجرة انطلاقنا , من الكسل إلى التضحية , ومن التواني إلى البذل , ومن الإدّعاء إلى الصدق , فبشارة الله تستقبل المهاجرين : ( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم , وأوذوا في سبيلي , وقاتلوا وقتلوا , لأكفرن عنهم سيئاتهم , ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار , ثواباً من عند الله , والله عنده حسن الثواب ) آل عمران 195 , ( والذين هاجروا في الله , من بعد ما ظلموا , لنبوئنهم في الدنيا حسنة , ولأجر الآخرة أكبر , لو كانوا يعلمون ) النحل : 41 , فهل نحن للبشارة راغبون ؟ .
ولمَ لا .. ؟
وقد عقدنا العزم على ابتغاء فضل الله ورضاه ؟ وقد تعاهدنا على نصرة الله وافتداء رسوله ؟ لنحظى بمرتبة الصادقين , في عالم يموج بالزعم , وينتصر للزيف , لنتشبه بجيل الهداة المهديين : ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم , وأموالهم , يبتغون فضلاً من الله ورضوانا , وينصرون الله ورسوله , أولئك هم الصادقون ) الحشر 41 .
فأين أهل الإيمان العميق ؟
أين أصحاب التكوين الدقيق ؟
أين مُلاك العمل المتواصل ؟
أين راغبي الدرجة العلياء ؟
( الذين آمنوا , وهاجروا , وجاهدوا في سبيل الله , بأموالهم وأنفسهم , أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون ) التوبة 20 .
إني مهاجر إلى الله :

لا هفوة صلة , بل تواصل مع كل الناس لا ينقطع , فالمهاجر الحبيب , يحذرنا : ( لا هجرة بعد ثلاث ) , أفٍ لمن لا ينهض فيواصل أحبابه , ويصفو مع خلانه , من الآن .
إني مهاجر إلى الله :
لا تهاون بُرهة , بل عمل ودعوة , وجهاد ونية , ومقاومة ونضال , فالمهاجر الحبيب , قد أفصح وأبان : ( لا هجرة بعد الفتح , ولكن جهاد ونية ) , فعلام التواني , والمتربصون لا ينامون ؟
إني مهاجر إلى الله :
لا غفلة خفقة , بل قلب حي , وفؤاد مستيقظ , وروح وثابة , فالمهاجر الحبيب , يعلمنا ويربينا ويزكينا , فيقول صلي الله عليه وسلم : ( ومن الناس من لا يذكر الله إلا مهاجراً ) , يريد هجران القلب , وترك الإخلاص , في الذكر والمناجاة , وكذلك يرشدنا , فيقول صلي الله عليه وسلم : ( لا يسمعون القرآن إلا هجراً ) , يريد الترك والإعراض عن فهم معانيه , فهل نحن منتبهون لقوله تعالى : ( وقال الرسول : يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) الفرقان : 30.
إني مهاجر إلى الله :
لا توقف لحظة , بل استمرار دائم , فلا عذر مع نَفَس نبديه , فالمهاجر الحبيب يقول : ( لا تنقطع الهجرة , حتى تنقطع التوبة , ولا تنقطع التوبة حتي تخرج الشمس من مغربها ) , فهل هجرتنا عارضة أم دائمة ؟ وهل هجرتنا ممدودة أم مقطوعة ؟ .
إني مهاجر إلى الله :
لا تراجع حال , بل هجران لكل ما يكرهه الله , إلى ما يحبه الله , فهي هجرة كل وقت , والتقهقر فيها محال , فالمهاجر الحبيب , قد أرسى القاعدة : ( المهاجر مَنْ هجر ما نهى الله عنه ) , فهل تحركت إرادتنا , وقويت عزيمتنا , وعلت همتنا ؟ .
إني مهاجر إلى الله :

نجعلها شعارنا من اليوم , ونرددها في كل حين , ونطرب لها في كل لحظة , ونتأسي بشيخ الأنبياء إبراهيم , عليه وعلى مهاجرنا الحبيب الصلاة والتسليم , وهو يقول : ( إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) أي مهاجر إلى ربي سيهدين , وصدق الله العظيم : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا , وإن الله لمع المحسنين ) العنكبوت : 66 .
جمال ماضي
www.gamalmady.com
gamalmady@yahoo.com

الهجرة رحلة الحياة



الهجرة رحلة الحياة

1 - الايمان العجيب
هل من السهولة أن يترك المرِِْء أسرته وبيته وماله وتجارته وحياته التي نشأ فيها وترعرع عليها ؟ وما الدافع للاستمرار رغم التعب والصعاب والمشكلات ؟ في الوقت الذي تلوح أمامه مغريات الراحة والاسترخاء بسهولة ويسر ؟ إنه الايمان بالله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض .. فهذه الصعاب لا يطيقها إلا مؤمن … فتدفعه الهمة وتستهويه الغاية الفاضلة … وهذا هو السر .. فنفروا جميعاً رجالاً ونساءً وأطفالاً وشباباً ، ملبين النداء :
( هاجروا الى حيث تعزون الاسلام وتؤمنون مستقبله )
فكما هاجر الرجال هاجرت النساء ، وعلى رأسهن أم سلمة التى هاجرت وحدها ، وكما تحمّل الرجال تحمّلت النساء , فهذه أسماء ذات النطاقين تسير بإيمانها , مع الرحلة خطوة خطوة , فهل نحن مؤمنون ؟
2 - المخلصون الأبرار
هذا الإيمان الذى تحرك لا فرق بين رجل وامرأة ، فالكل أخلصوا لله نواياهم ، وترفعت هممهم عن المآرب ، وتركوا المتاع الزائل والأمان الزائف ، واستهوتهم الغاية الفاضلة … في عالم ممتلأ بالصم والبكم ، فربطوا مستقبلهم بمستقبل الرسالة , وتبعوا صاحبها المهاجر العظيم المتجرد والمجاهد ، وهو يقول : ( قل هذه سبيلى أدعو الى الله على بصيرة , أنا ومن اتبعنى , وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يوسف 108 , فهل نحن مخلصون ؟ .
3 - المتآمرون التعساء
مر العباس عم النبى ومعه أبو جهل بعد الهجرة فى شوارع مكة , فوجدوا الريح يصفر فى جنبات البيوت , فقال العباس متحسراً : أصبحت الديار خلاء من أهلها 00 فكان رد أبى جهل : هذا من عمل ابن أخيك 00 فرق جماعتنا وشتت أمرنا وقطع بيننا !! فمَنْ صاحبُ الجريمة ؟ ، إنهم يجرمون ويرمون الوزر على أكتاف غيرهم 00 ويقهرون المستضعفين ، فإذا أبوا الإستكانة , فإباؤهم هو سبب المشكلات ومصدر القلاقل !!! فهل نحن ثابتون ؟ .

4 - الربح الصافى
ناله صهيب الرومى وليس العربى , بتضحيته وتقواه .. حينما خيّره الكفار بين الهجرة وترك ماله ، وكان من أثرياء مكة ، فتخلى عن ماله فى سبيل عقيدته ، بينما هم تخلوا عن عقيدتهم فى سبيل المال ، عندما رأوا بريقه المبهر ، فمَن الرابح ومَن الخاسر ؟ الاجابة حملها قول النبى صلي الله عليه وسلم : ( ربح صهيب .. ربح صهيب .. ) فكان ذلك هو الربح الصافى , فهل نحن رابحون ؟ .
5 - دموع الفرح
تقول عائشة رضى الله عنها تصف مشهد أبي بكر , عندما علم بالهجرة وصحبة النبى صلى الله عليه وسلم : ( فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح , حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكى !! ) .
* فجاءت الدمعات ترسم خطوات رحلة الحياة من الأخذ بالأسباب , ثم التوكل على الله , ثم الحيطة والحذر , والمضى الي الغاية رغم العقبات , ثم الاستعانة بالله وحده , بخطة مرسومة الخطوات .
* وجاءت الدمعات تحدد رحلة الحياة , من الأمل والثقة , والعناية الربانية لمصير الرسالة , ومستقبل الحضارة .. وفى الغار الرد الإلهي على الدمعات الصادقة : ( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
* وفى الطريق ، يهوى فرس سراقة , الذى جاء فى أول النهار - جاهداً عليهما – فإذا به يطلب الأمان شريطة أن يعمى عنهما ، ويتحول فى آخر النهار الي حارس لهما .
* وجاءت الدمعات : تعلن أن النصر آت رغم الصعاب .. بالأمس نشهد مكة وهي تشهر سلاحها لتقتل النبى , واليوم المدينة تستقبله بالفرح والسرور والطرب ، ويدعو النبى صلي الله عليه وسلم : ( اللهم حبب الينا المدينة كحب مكة أو أشد ) , فهل نحن مهاجرون ؟.
6- بناء المستقبل
* بالنفوس الزكية
لبنات المستقبل المضيء انطلقت من المسجد 00 فأقاموا الحضارة الحقيقية ، فلا خير فى حضارات تبعد الأمة عن الإله الواحد ، وتخلط المعروف بالمنكر ، وكان غناؤهم فى البناء : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فاغفر للأنصار والمهاجرة
وكان قدوتهم يعمل معهم فيقولون :
لئن قعدنا والرسول يعمل لذاك منا العمل المضلل
وفى أول خطبة للنبى صلى الله عليه وسلم , كان الأساس بناء النفوس :
( من استطاع أن يقى نفسه من النار , ولو بشق تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة ).
* بالأمة القوية
حيث لا عصبية ، فسقطت فوارق النسب واللون والوطن ، حيث لا تقدم ولا تأخر إلا بالتقوى ، فانطلقت عواطف الإيثار والمساواة والمؤانسة تمتزج بها الأخوة ، فكان الحب بين أفراد الأمة ، فما نزل مهاجرى على أنصارى إلا بالقرعة من كثرة الترحاب والحفاوة والايثار .
* بالوطن الواحد
الذى يظن أن الاسلام دين لا يقبل حوار دين آخر , وأن المسلمين قوم لا يستريحون إلا إذا انفردوا فى العالم بالبقاء والتسلط ؛ هو رجل مخطىء ، بل متجاهل جرىء !! .
فهل فعل النبى مع غير المسلمين من اليهود والوثنيين الذين استوطنوا المدينة سياسة المصادرة أو الخصام أو الإبعاد ؟ كلا ، بل قبل وجودهم وعرض على الفريقين أن يعاهدهم , معاهدة الند بالند , فكان لهم دينهم وله دينه ، عملاً بالقاعدة : ( حرية الدين مكفولة لأبناء الوطن الواحد ) .

7 - بالهجرة نحرر أقصانا
مَنْ لأقصانا الأسير ؟ مَنْ لأقصانا الحبيب ؟ مَنْ لأقصانا الباكى ؟ مَنْ لأقصانا الحزين ؟ اليهود يعربدون ، يقتلون ، يخربون ، يدمرون ، وأضحى الضحايا إرهابيين ، لأنهم يقاومون !! ، لأنهم يدافعون عن بيوتهم وعن أعراضهم ، وعن أطفالهم وعن وطنهم ، وعن أقصانا الغالى !! فهيا نحقق هجرة الى الله حقيقية بمساندة إخواننا ودعمهم ومقاطعة العدو , وإحياء روح المقاومة ، ونجدة أهلنا المهددين بالموت في غزة , وهذا هو الطريق لتحرير أقصانا الذى يبدأ من هجرتنا الحقيقية , والتى انطلقت بصمود الشعب الفلسطينى على المقاومة , رغم تخاذل المتساقطين , فهل نحن مقاومون ؟.

8 - الهجرة رحلة حياتنا
فلنبدأ رحلتنا من الآن بهجر المعصية , وإعلان التوبة , بهجر المتاع الزائل وبالإقبال على الإيمان ، بتأسيس بيوتنا على الاسلام , رجالاً ونساءً وشباباً وأطفالاً ، حتى يمُنّ الله علينا بالنصر : ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) محمد : 7
وهنالك ندعو الله فيستجيب دعاءنا , لإخواننا المستضعفين والمقهورين والمظلومين فى الأرض جميعا ؛ فى فلسطين وأفغانستان وكشمير والعراق ، فالنصر قادم وقد هلّت بشائره ، فيجب أن نستعد له ؛ برحلة الحياة .

جمال ماضى
www.gamalmady.com
gamalmady@yahoo.com

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

تعلم من أخطائك


أنت الآن وفى لحظة من لحظات حياتك , هلا صدف أنه عندما عجزت قدراتك عن عمل شيء من الأمور , اكتشفت عن طريق يأسك وهمك وقنوطك أموراً أخرى لم تكن بالحسبان ؟
 من مّنا قام بشكر أخطاءه يوماً لأنه عرف أنه لولا ارتكابه لها ما عرف الأفضل والأروع من الأشياء ؟
من مّنا بجمع الحجارة التي كان الآخرون يرمونه بها , وصنع منها بناء عظيماً لشخصيته عجز أولئك من مجارات روعته ؟
من مّنا كان يخاف من هناك , واكتفى فقط بهُنا , وبالمقابل من مّنا نظر إلى هناك وقال في شموخ أستطيع , فقادته روحه القوية بالتصميم الخالي من الخوف للعلو إلى هناك , وعندما وصل نظر لأبعد من هناك ؟
من مّنا ابتلعته الحياة لأنه كان يخاف من تلك التي هي أبعد من مّد بصره وبالمقابل من مّنا ابتلع الحياة , لان منهجه في الحياة هو ما وراء مّد بصره؟
ومن مّنا قتلته أخطاؤه لأنها كانت عائقاً تعوقه عن التقدم والرقى ؟
ولذلك دعني أهمس في أذنيك شيئاً غاية في الأهمية .
قد يكون ارتكابك للأخطاء هو بالضبط قدرك لتعلو , لأنك لولاها لِما عرفت ما تريد .
فلا تستطيع أن تبنى شخصيتك بسهولة وهدوء وراحة بال , فقط من خلال الخبرة في المحاولات وارتكاب الأخطاء والمعاناة تستطيع روحك أن تكون قوية , أن تكون نظرتك المستقبلية واضحة , وتمتلك طموحاً أكثر قوة لتحصد بعدها مجداً .
وصدق من قال .
لا يعرف الضرير أين يضع إلا إذا تلمّس طريقه أمامه
وعندما يعرف أن طريقه مسدود يغير الطريق
وأحياناً يصطدم بالجدار ولولا أن الضربة قوية لما غّير طريقه.
فمن لا يرتكب أخطاء لا يستطيع تحقيق شيء , لذا لا تجزع إن اكتشفت أنك لا تستطيع عمل من الأمور , فربما تكون هذه بداية مجد قادم لك وربما هو جهاز إنذار لك لتغيير نهجك في الحياة وطريقة تعاملك ونظرتك للأمور .
فالحياة أخي مثل السفينة تسير باستمرار , وأحياناً تتوقف لفترة لتزود نفسها بالبضائع والحمولات , وفى أحيان أكثر تتوقف لتحديات كثيرة كالعواصف والأعاصير , فمنها من يخرج من هذه التحديات أقوى من ذي قبل , ومنها من يكون مُدمراً تماماً ولا يستطيع الحراك ولو قيد أنملة .
إنها الأخطاء والمشاكل التي أحدثتها أنفسنا , وكلها أعاصير توقف حياتنا وتوقع بنا في حفرة الألم والتي تكبر باستمرار وتجعلنا دائماً ندخل في هذه الحفرة , فتتعمق إلى أن تقضى علينا .
لكنى لا أقول هذه المعاناة حتى نستسلم ونتألم لا,لا , ولكنى بإيجابية تامة أريد أن أوضح أن ما يمر بنا من مصائب في الحياة , كله سيمر علينا سواء نجحنا أم فشلنا ... كنا مميزين أم غير ذلك ... كلنا سنتعرض لأخطاء وسلبيات , لمصاعب وتحديات , نعم تأكد أنك لا محالة – مبتلى بأخطاء وتحديات ومشاكل , وكلها سوف تمر وتعبر كالرياح والعواصف في تلك البحار ... فالحياة متقلبة , تارة حلوة , وتارة مُرّة , ونحن فيها متأثرين بما يحدث , فتارة نكون سعداء , وتارة آخري نكون متألمين وهكذا,ولهذا بعد هذا الألم مباشراً إما أن نخرج أقوى متمسكين بأنفسنا متعلمين من ماضينا , أو نخرج أضعف متمسكين بألمنا ولم نتعلم من ما مضى .
ومكمن الخطورة هنا هو أن يتألم الإنسان نفس الألم كل مرة يُخطئ فيها كأنه يُجرح من نفس المنطقة , وهنا يكبر الألم ليجعلنا أضعف وأضعف حتى يتمكن مِنا , بنفس طريقة المرض حينما ينتشر يبدأ في الانتشار شيئاً فشيئاً حتى يقضى على الإنسان , وقد نسأل بإيجابية ما حل هذا الألم ؟
الحل هو غاية في السهولة والبساطة " أن نتعلم منه "
فالإنسان كثير الوقوع في الخطأ نتيجة إرهاق أو إهمال أو نسيان أو ضعف في القدرة أو في الخبرة , وإذا علم المرء أنه أخطأ هدفه , وضل طريقه , ثم لم يغير وسيلته ليتجه نحو الصواب والسداد , فماذا تنتظر منه وماذا تنتظر له ؟ صدق أو لا تصدق .
إن هذا الإخفاق قد يكون سبباً من الأسباب الرئيسية لبعث الخوف من المستقبل في النفس , بحيث يحجم الإنسان عن كل مشروع جديد , أو عن كل تجربة مفيدة , لان كل النتائج التي يرغب فيها غير مضمونة التحقيق , وليس هذا دأب الناجحين الذين يخطئون ثم يُصححون , ويتعثرون ثم يقفون , وتوضع العراقيل في طريقهم فلا يتوقفون , لأنهم دائمو التصحيح لحركتهم , والتجديد لقدراتهم , وهذا يمدهم بمدد جديد من النشاط والحيوية ويجعلهم يرون الأهداف البعيدة قريبة , والصعاب الكثيرة قليلة .
نعم إنه الأمل الذي يجعل أصحابه يعتبرون الفشل في الحياة مجرد خبرة تعليمية , أو مجرد تحديات لتعديل منهجهم في الحياة , فليس الفشل مرتبطاً بذات الأشخاص الفاشلين , ولكنه مرتبط بطريقتهم في حياتهم , فإذا أثبتت الطريقة فشلها , وحققت الإخفاق لأصحابها , فما الذي يمنع من تغييرها , أو تصحيح عوجها الفكري أو السلوكي ؟
إن سبب الفشل قد يكون كامناً في التصرفات الشخصية " كالخمول والكسل وضعف الهمة وفتور العزيمة , وقد يكون في ظروف البيئة التي يعيش فيها الإنسان , وحينئذ يتوجب عليه أن يستفيد من هذه الظروف بحيث لا يصطدم بها في طريق الوصول إلى أهدافه , إن لم يكن يستطيع أن يجعلها مساعدة لتحقيقها .
فلقد تأكدت أن كل مشكلة تمر علىّ هي في الحقيقة اختبار , إن تعلمته سوف أنتقل لمرحلة أجمل وأروع , كما تأكدت أن حياتي إذا أغلق الله فيها باب فسيفتح لي باباً خيراً منه , وتأكدت أيضاً أن لا أتألم وأبكى على هذا الباب المغلق , وأن لا أنسى ما فتحه الله لي من أبواب جديدة .
فتعلم أنت أيضاً أن تكون أقوى من ذي قبل بعد الأخطاء والمشاكل التي تقع فيها , واجتهد حتى تصل لأفضل مما تريد , وعليك أن تتأكد أن الحياة عندما تتحرك بعد توقفها فعليك أن تقف بلا يأس , وافتح ذراعيك للحياة لتصل إلى قمم جبال الأمل , وتذكر أننا بشر خطاءون وخير الخطاءون التوابون , وتذكر أيضاً أننا بشر ويجب أن نتأثر بالمشاكل ونحزن ونتألم , فالألم مكون أساسي في تعلمنا للحياة ولتغيرنا للأفضل .
وفيما يلي وصفة ليست سحرية تُذهب الألم , لكنها وصفة فعّالة تجعلنا نُقلل من ألمنا للصدمة أو التحدي الذي يواجهنا , ونتعلم مما نقع فيه من أخطاء , لنخرج بأكبر قدر من التعلم وأقل قدر من الألم .
*  - لنسرع في الخروج من المشكلة :
فعند حدوث المشكلة يجب أن نتذكر أن هدفنا الأساسي هو الخروج والتعلم منها , ليس الحزن على ما يقع علينا , وندب الحظ وغيره ,علينا أن نركز فقط على إيجاد الحل – والخروج من المشكلة بأسرع وقت ممكن , فكلما طال زمن وقوعنا في المشاكل كلما زاد تأثيرها السلبي في حياتنا , وصعُب الانفكاك منها .
فإذا فشل أحدنا في الحصول على عرض معين , سواء كان منصباً أو ترقية , يجب أن لا يندب حظه العاثر ويغرق في اكتئاب , بل من الأجدر به أن يتعرف على مكمن الخطأ ليتجنبه في المرة القادمة , وإذا مات شخص من العائلة , أو فقدنا عزيزاً , لا بأس أن نحزن , ولكن لا نجعل الحزن يقعدنا عن أداء دورنا ومهامنا , ولنتحرك نحو الأمام , وليكن وفاؤنا للميت بتذكر اللحظات الجميلة التي جمعتنا به , ولنترحم عليه وندعو له .
*  -  لنتعلم منها ثم نتركها .

فلنجبر أنفسنا على التعلم من الخطأ الذي ارتكبناه , ثم أن ننسى هذا الخطأ , ونرميه خلفنا – بعض الناس يعيش مع أخطائه , ويتعود جلد نفسه وتأديبها , فإذا فعلت ذلك فإن المشاكل ستجذبك وتحاصرك , وتصبح أسير خطأ قمت به في يوم من الأيام , وستُضّيع على نفسك فرصة رائعة للتقدم والتطور .
ومن أجل تفادى ذلك علينا .
*  - أن نفكر في المشكلة على أنها وسيلة للتعلم .
*  أن نتخذ من المشكلة وسيلة لكي نبرهن للآخرين قدرتنا على التعامل مع الصعاب .
*  أن نجعل من المشكلة فرصة نستفيد منها في تحسين حياتنا , والتقدم بها نحو الأفضل .
*  ستفيدنا المشكلة في أن نكون أكثر حكمة وأكثر نضجاً وخبرة .
*  إن المشكلة ستقربنا من هدفنا أكثر , وتبين لنا معالم الطريق الذي نسير فيه , فكثيراً ما تجرفنا الحياة لدروب تبعدنا عن أهدافنا فتأتى المشاكل لنتوقف عندها ونعيد أوراقنا .
*  أن لا نعطيها أكثر ممّا تستحق .
فحتى لا تصبح المشاكل مفيدة لنا , لابد من تحديد حجمها ووضعها في إطارها الطبيعي , فكثير من الناس من يضخم المشاكل ويُعممها , فإذا كانت عنده مع صديق فإن حياته كلها تتوقف , وإذا كانت في العمل نقلها إلى البيت , وهذا يُعطى للمشاكل قيمة غير ما هي عليه ويجعلها تأتى على حياتنا وتفسدها , فالمشاكل دائمة لا تتوقف , وإذا توقفت حياتنا مع كل مشكلة نقع فيها , فإننا بذلك لن نستطيع التقدم بأنفسنا
ومن أجل ذلك فإني أدعوك أخي ونفسي للقيام بما يلي .
الجلوس مع النفس بصدق لتحديد حجم المشكلة .
لا بأس باستشارة صديق للمساعدة في حل المشكلة , ولكن الحذر من أن نتحدث بمشاكلنا لكل الناس , فإن ذلك سيوسع المشكلة ولن يحلها .
لنعط المشكلة من الاهتمام الحجم الذي تستحقه , ولا نسمح لها بأن تسيطر على حياتنا .


الأحد، 5 ديسمبر 2010

خذ قراراً حاسماً

فخذ هذا القرارا الصارم الذى لا تراجع فيه بتغيير حياتك تغييراً جذرياً, ومهما حدث لك فكن صامداً والتزم بهذا القرار  
وهذ لأنك حينما تلتزم بهذا القرار ستجذب اليك كل ما تحتاجه من مقومات النجاح , أما اذا تقهقرت وتراجعت فسوف تظل كما أنت فى المؤخرة ولم تلحق بركب العظماء الذين وصلو الى المعالى  
وهناك خمسة مفاتيح غاية فى الروعة والجمال من شأنهم أنهم سيمكنوك من التحكم فى قدرتك على اتخاذ هذا القرار اذا ما تمسكت بهم  
1-    تذكر القوة الحقيقية لإتخاذ قرارك :- إنها أداة يمكنك إستخدامها فى آية لحظة لكى تغيّر حياتك برمتها  وفى اللحظة التى تتخذ فيها قراراً جديداً فإنك تطلق فى الواقع هدفاً وتأثيرا وإتجاها جديدا لحياتك  إنك بمعنى حرفى تغيّر حياتك فى اللحظة التى تتخذ فيها قرارا جديدا
2-    تذكر حين تحس بأنك مشوش , أو حين تشعر بأنه لا يوجد أمامك خيار , أو حين تحدث لك أشياء معينة , بأن بإمكانك أن تغيّر الموقف كله إن توقفت وقررت ذلك وتذكرأيضاً أن القرار الحقيقى يقاس بحقيقة ما إن كنت قد قمت حقا بفعل جديد  أما إن لم تقم بالفعل فى الواقع فلم تتخذ قرارا حقيقيا  
 3- عليك أن تدرك بأن أصعب خطوة على طريق تحقيق أى شئ هى الإلتزام الحقيقى الصادق :- أى إتخاذ قرار صادق , فتنفيذ إلتزامك أسهل من إتخاذ القرار نفسه فى الكثير من الأحيان  لذا عليك أن تتخذ القرار بذكاء , ولكن بسرعةولا تجهد نفسك إلى الأبد وأنت تفكر فى مسألة كيفية أو فيما إن كنت قادرا على الإقدام على هذا العمل  فقد دلت الإحصاءات أن أنجح الناس هم من يتخذون قراراتهم بسرعة نظرا لأنهم يمتلكون الوضوح فيما يتعلق بقيمهم وبما يريدون تحقيقه فى حياتهم  كما تبين نفس الإحصائيات بأن هؤلاء الأشخاص أبطأ فى تغيير قراراتهم , إن فعلوا 0 ومن ناحية أخرى فإن الأشخاص الذين يفشلون هم أولئك الذين يتخذون قراراتهم ببطء  ويغيرون أفكارهم بسرعة ويكتفون بتقليب الأمور جيئة وذهابا 
4- اتخذ قرارات عديدة :- فكلما أكثرت من اتخاذ القرارات تحسنت قدرتك على اتخاذها  فالعضلات تزداد قوة بالإستعمال وهذا ينطبق أيضاً على عضلات اتخاذك للقرار  فأطلق ما لديك من قدرة منذ هذه اللحظة باتخاذ قرارات كنت تُرجئ اتخاذها منذ وقت طويل , ولن تصدق مدى الطاقة والإثارة التى ستخلفها هذه الخطوة فى حياتك 
5- تعلم من قراراتك : أجل , لا يمكنك أن تتجنب الفشل , إذ إنك ستواجهه فى بعض الأحيان مهما فعلت وإذا حدث ذلك فلا تلطم على خديك فزعاً بل تعلم شيئا جديدا 
إسأل نفسك : ما هو الأمر الحسن فى ذلك ؟
ماذا يمكننى أن أتعلم من ذلك ؟
فقد يكون هذا الفشل هبة لا تصدق ولكنها تبقى خفية إلى أن تستخدمها لإتخاذ قرارات أفضل فى المستقبل  وبدلا من التركيز على الإنتكاسات القصيرة الأجل أحرص على أن تتعلم دروسا يمكنها أن توفر لك الكثير من الوقت أو المال , كما يمكنها أن تعطيك القدرة على النجاح فى المستقبل 
6- إلتزم بقراراتك ولكن إحرص على المرونة فى إتجاهك : - فما أن تقرر ما تنوى أن تكونه كشخص مثلا , فلا تتوقف بعناد بالنسبة لوسائل تحقيق هذه الغاية  فما تهدف إليه هو تحقيق غايتك النهائية  وقد يختار الناس فى كثير من الأحيان أفضل السبل التى يعرفونها حين يقررون ماذا يفعلون بشأن مستقبل حياتهم – إذ يرسمون خطة وخريطة للوصول إلى غايتهم – غير أنهم يفشلون فى الإنتفاع على سبل أخرى قد تكون أفضل لهم فلا تكن متصلبا فى الإتجاه الذى تنتهجه , بل إستثمر فن المرونة  
فحتما عليك أن تدرك أخى القارئ أنك ستواجه تحديات فى حياتك  وإذا قررت أن تحطم تلك الحواجز أو تقفز فوقها فإنك ستستطيع تجاوزها أو المرور من تحتها , أو تجد بابا يمّكنك من الخروج منها فمهما طال وقت وجود تلك الجدران فإن أى واحد منها لا يستطيع الصمود أمام قوتك الساحقة التى قد صممت على تحطيمها  نعم , فالروح الإنسانية لا تُقهر , غير أن إرادة النصر و إرادة النجاح , وتشكيل تراث حياتك وقرارك بأن تأخذ بذمام أمورك بنفسك لا يمكن لها كلها أن تتم إلا حين تقرر ماذا تريد , وتؤمن بأن أى تحديات أو مشاكل لا يمكن لها أن تقف حائلا فى وجهك وتمنعك من تحقيقها  فحين تقرر بأن قراراتك وليست ظروفك هى التى ستشكل حياتك فإنك ستغير مجرى حياتك إلى الأبد وسيصبح بإمكانك أن تأخذ بذمام الأمور  وأخيراً : تذكر أخى أن كل ما ستقرؤه فى هذا الموضوع سوف يكون عديم الفائدة فى نهايته وكذلك الأمر بالنسبة لما قرأته فى أى موضوع آخرهنا أو هناك إلا إذا قررت أن تتشجع وتنفذ ما فيه , إذ ما فائدة القراءة دون فهم , وما فائدة الفهم دون عمل , فكن شجاعا بما يكفى وأبدأ من الآن بإتخاذ هذا القرار الحاسم الذى لا تراجع فيه بأى حال من الأحوال  ولكن أنتبه لأنك ستقابل مصادمات ومشاحنات , محن ومشاكل من ذاتك ومن الآخرين , ولذلك يجب عليك أن تصمد وتثبت إلى أن تصل لما ترغبه 

السبت، 4 ديسمبر 2010

كن جذاباً


فإذا كنت تود الشعور بقيمتك الحقيقية , فأسعى لجذب الناس إليك وكن لهم مصد ر للسعادة والبهجة  ولا سبيل لك لذلك إلا بأن تتحلى بالصفات التى تؤهلك لذلك  والحقيقة أن هذه الصفات كثيرة جداً , إلا أننى قد أخترت منها صفتين اثنتين فقط  , لأن فيهما ما يكفى لتحظو بإكتساب حب الجميع , كاللطف والرفق , فهما صفتين من شأنهما أن يجعلا علاقتك بالآخرين تسمو وتزدهر , وذكرك يحسن ويجمل , وهذا لأن الحياة قد زاد ت قسوتها , أيضا فقد أنتشر فيروس اليأس والإحباط  حينما قلت مساحة اللطف والرفق فى حياتنا , والجميع لديه ظروفه الصعبة المحيطة به من كل جانب , فما أجملها وما أروعها وسط هذه الظروف أن تتعامل بلطف ورفق مع أصحاب هذه الظروف  فأنت بذلك تقدم لهم صنيعا رائعا لن ينسوه لك أبدا  وهذا لأننى كما قلت سابقا , أننا نعيش فى زمن صعب يحتاج فيه الناس لكلمة رقيقة وحضنا دافئا , نعم , يحتاجون إلى من تنفرج أساريرهم عند رؤيته وتزول همومهم عند التحد ث إليه وتنشرح قلوبهم عند الإنصات إليه , فأحمل هذا المشعل " مشعل اللطف والرفق " لينير لك الطريق وطريق غيرك لتحلو حياتك وحياة غيرك  نعم , فإنك إذا نظرت إلى أشهر المحامين أو الأطباء أو حتى البائعين الذين يحوذون بإعجاب عد د كثير جدا من الناس , ستجدهم متسمين باللطف والرفق  فهذا المحامى يبتسم فى وجهك عند قدومك , وهذا الطبيب يرحب بك عندما تد خل عليه , وهذا البائع يحد ثك بكل لطف وأد ب , فتجد بالفعل أنك تميل إليهم أكثر من الذين يعاملونك بجفاء وفظاظة , فإن اللطف والرفق يفتحان لك الأبواب لتحصل على ما تريده ويتركان إنطباعا فوريا على النفوس التى تتعامل معها  والحقيقة ان المستفيد الأول من تلك الصفتين هو صاحبهما 
فقد تم تعيين شابين فى قسم خدمة العملاء فى أحد المحلات الكبرى وكانت تُعرض عليهما شكاوى العملاء وقد كانا حديثى التخرج ولم يحصلا على القد ر الكافى من التد ريب , ورغم ذكاء وقوة شخصية الشابين إلا أنهما لم يتمكنا من القيام بالعمل على النحو المطلوب , فلقد عاملوا العملاء معاملة "الند للند "  و"العين بالعين " وانزلقوا إلى حالة من الرد بالمثل , فقد كانوا يقابلون العدوانية بمثلها واللامبالاة باللامبالاة من جانبهم والمواقف الدفاعية من العملاء بأخرى شبيهة من ناحيتهم , الخلاصة أنهم كانوا يعتنقون سياسة رد الفعل ويتركون للعملاء تحد يد الكيفية التى سيستجيبان بها , ولذلك لم ينجحا فى العمل , وسريعا بدأ العمل وفشلهم فيه يؤثر عليهم , ففى إحدى الليالى ذهبا بعد العمل إلى إحدى المقاهى وهما فى حالة مزرية , وأثناء مناقشتهما لمقدار الإحباط الذى يواجهانه فى العمل وصعوبة التعامل مع أشخاص غير راضين , لاحظ  أحدهما لوحة معلقة على الحائط , فقال لصد يقه "انظر إلى هذه اللوحة , لقد حاولنا كل شئ إلا هذه الكلمات " وكانت تحوى العبارة التالية : " كن ودوداً , فكل فرد لديه معركته الطاحنة " 
وقد غيرا من فورهما الطريقة التى يفكران بها , ووضعا إستراتيجية جد يدة , فلقد قررا أن يُظهرا الود للعملاء ويتوقعا إحتياجاتهم ويعملا بجد على خد متهم , وبعد بضعة أيام من أدائهم العمل بهذه الطريقة الجد يدة , قال أحدهما للآخر " هل لاحظت أننا نستقبل نوعية مختلفة من الأشخاص الآن ؟ لقد أصبحوا أكثر لطفا 
فاللأشخاص كما هم لم يتغيروا , ولكن الذى تغير هو طريقة تعامل الشابين معهم , لذا أصبحوا أكثر لطفا معهم  وصدق من قال : " لن تحصد فى الحياة إلا ما تزرعه " 
فلن تحصد لطفا ورفقا إلا إذا زرعت فى حياتك وحياة غيرك اللطف والود , ولن تصبح ذا شأن فى المجتمع إلا إذا جذ بت الناس إليك  ولن تستطيع جذبهم إليك إلا إذا تحليت بتلك الصفات الرائعة التى ستؤهلك لذلك , فتحلى بهما وسوف تُمنح حقك وما هو أكثر 

الخميس، 2 ديسمبر 2010

لكى تصبح ذا شأن


هناك عدة أشياء  إذا ما قمت بتطبيقها فتأكد من أنك ستصبح ذلك الشخص الذى طالما حلمت أن تكونه  فى هذا الزمن الذى قد زاد فيه الإستخفاف بالبشر وسيطر عليهم الضعف والوهن , وأحاطت بأفكارهم وأهتماماتهم التوافه  وأصبح القعود عن طلب المكارم هو الأصل , والإستجابة لدواعى الكسل والتسويف هو المنهج , وأصبحت البيئة المحيطة بالإنسان لا تساعد على الإنطلاق , ولذلك كان لزاما علىّ  هنا أن أذكرك ونفسى بتلك الأشياء الرائعة التى من شأنها أن تجعلك إنسانا له قيمته الحقيقية , ولكن رجاء أن تطبق ما ستقرأه الآن فى السطور التالية , لأنها صد قنى أشياء ستضفى على حياتك روحا جد يدة تساعدك على القيام بدورك الأمثل كإنسان ذا شأن , نعم , هذه الأشياء ستجعلك تحيا حياة رائعة ملؤها الثقة والقوة والسعادة والبهجة والسرور 
فلكى تصبح ذا شأن يجب عليك : -
أن تقهر سلبياتك أخطاءك , وهذا لأن تحقيق الذات يكمن فى أن تتغلب على أخطاءك , لا أن تجعل فشلك عذراً لعدم تحقيق ذاتك , بمعنى آخر لا تجعل أخطاءك تجعلك تيأس من تحقيق ذاتك وتطويرها للأفضل 
فنحن جميعا لد ينا أخطاء ولكن الكيّس هو الذى لا يركز على أخطائه , لأن تركيزه على هذه الأخطاء سيجعله يكرّس لنفسه قائمة من الأخطاء والسلبيات أمام عينه , فلا يرى أمامه إلا هذه الأخطاء , فالهمة تفطر , والسعادة تهرب , والوصول إلى المكانة التى يريدها يُعد مستحيلا وهذا لأن القضية الأساسية ليست فى الإنطلاق إلى هذا المستوى الذى تتمناه قدر ما هى فى التخلص من  معوقات هذا الإنطلاق 
فإذا تخلصت من أخطاءك وسلبياتك شيئا فشيئ فسوف يسهل عليك الوصول لتلك المكانة التى تود الوصول إليها 
أيضا ولكى تصبح ذا شأن , أحلم بأهداف عظيمة , وهذا لأن الحلم الصغير ليست لد يه المقد رة كى يحرك دم الشهامة داخلك , ولم يحرك فيك الطاقة والحيوية , بينما الحلم العظيم يرفع من روحك المعنوية ويشعل فى قلبك إحساسا مُلحا للإنجازات , وبالخطوة تلو الأخرى , تستطيع الوصول إلى ما تصبو إليه 
وبالطبع , أن الأحلام الكبيرة عندما تتحقق , تجعل شأنك غير عادى فى هذا المجتمع 
يقول أحد الحكماء : " إن الخطط الصغيرة ليس لد يها قوة كى تحرك د ماءك "  نعم , فالناس يحدثون فروقا دائمة فى أسرهم ومجتمعاتهم عندما يوجهوا حياتهم فى إتجاه شئ يحرك د ماءهم ذلك لأن الهدف العظيم يرفع الروح المعنوية ويشعل فى القلب إحساسا مُلحا بالإتجاه والهدف 0 وحتى عندما لا تتحقق الأحلام – والكثير منها لا يتحقق حرفيا على الأقل – فإنها تغيرنا عادة للأحسن حيث تعمل على تركيز أفعالنا اليومية وتد فعنا للتعلم والنمو والعمل 
فكر فى أحد أحلام الأم " تريزا " : إنها كانت تتطلع دوما إلى أن تفعل كل ما تستطيع فعله – بمفردها إذا أقتضت الحاجة – كى تساعد فى رفع الروح المعنوية لأكثر الناس فقراً فى الهند ولتحقيق هذا الحلم عملت دون كلل لمساعدة المحتاجين فى الحصول على ما يكفى من الغذاء والأمل والصحة وفرص العمل 
وبالنسبة ل"مارتن لوثر كنج " , فقد كان الهدف الأعظم هو نيل الحرية والمساواة فى أنحاء أمريكا , حيث حشد لهذا الحلم طاقاته وجهوده عبر سنوات صعبة عد يدة 
وكان أحد أكبر الأحلام العظيمة لإمرأة تعيش فى مكان غير بعيد عنا هو نشر جمال الطبيعة أمام كل شخص فى دار رعاية محلية حيث كانت تزرع  الزهور وتحضرها من غرفة لأخرى , وتدع نضرتها تنير أيام هؤلاء الذين يعيشون عالم مغلق 
فالرجل العظيم يحلم بأحلام العظيمة  والطيور على أشكالها تقع 
أيضاًولكى تصبح ذا شأن , فكن متميزاً و مختلفا , وأرفض أن تكون إنسانا عاد يا , فلا تفعل أشياء متكررة , بل إفعل أشياء سامية لا تُمحى بمرور الزمن , ولا تتفوه بأى نوع من الكلمات بل عليك أن تكون لبقا فى حد يثك لتترك بصمة فى نفوس من تتحد ث معهم لا تُنسى , ولا تقرأ اى كتاب , بل عليك بإقتناء أفضل وأروع الكتب التى تجعلك بعد قراءتها مباشرة , يكون لد يك الإستعداد الكامل لتغيير مجرى حياتك بأكملها , ولا تقلد أى مخلوق على وجه الأرض , لأنك من الآن فصاعداً , ستصبح شئ ناد ر فى هذا الزمان , وكل الأشياء النادرة لها قيمتها الحقيقية فى هذه الحياة 
أيضا ولكى تصبح ذا شأن , فقم بإغتنام الفرص , فأمامك فرص عظيمة تنادى عليك كل يوم , كفرصة أن تختار توجها لحياتك , وأن تحقق فيها شيئا فريداً , أو أن تعبد الله وتطيعه بشتى الطرق , أو أن تكتسب خبرات تطور بها من حياتك , أو أن تتعلم شيئا جد يداً , وغيرها الكثير والكثير 
فهناك فرص كثيرة إذا إنتبهت إليها وقمت بإقتناصها , فتأكد بأن حياتك سوف تتغير وستصبح أفضل مما أنت عليه الآن 
فأنتبه لما هو متاح أمامك من فرص , فالعالم مفتوح على مصراعيه أمامك , فأسعى إلى نيلها 
وكما قالت " واين ديفيذ " : " الفرص تحيط بنا , فإذا بحثنا عنها لوجد ناها "  فكل يوم يمر عليك يهيئ لك فرصا
جديدة , وما عليك إلا أن تكون حاذقا متيقظا جريئا لإقتناصها عند سنوحها 
أيضا ولكى تصبح ذا شأن , عليك أن تكون مستحقا لما تتمناه بأن تبذل الجهد الكافى لذلك , وأن تأخذ باللأسباب وستجد أن النتائج تتكفل بذاتها فعليك أن تبذ ر البذور , وسوف يهبك الله ثمار ما زرعت , وليكن هدفك هو القيام بعملك على الوجه الأمثل , ولسوف تتد فق العوائد نحوك  تبعا لقانون الحياة وليس للمصادفة 
ولسوف يُعلى شأنك مع أول ثمرة تقطفها من ثمرات نجاحك
وستشعر وقتها بقيمة كل مجهود قد  بذ لته 

كن هذا ولا تكن ذاك



من الأهمية بمكان إذا ما أردت أن يكون لك شأنا عظيما في المجتمع , أن تكن هذا الشخص الذي يتسم بتلك الصفات الحميدة الآتية التي ستؤهلك لذلك , ولا تكن ذاك الشخص الذي يتسم بعكس ذلك , نعم من الضروري أن
تكن طائعا ولا تكن عاصيا .
كن مبشرا ولا تكن منفرا.
كن ميسرا ولا تكن معسرا .
كن قائدا ولا تكن مقودا .
كن سخيا ولا تكن بخيلا .
كن ودودا ولا تكن جافيا .
كن جادا ولا تكن مهرجا .
كن قويا ولا تكن ضعيفا .
كن صادقا ولا تكن كاذبا .
كن مرغوبا ولا تكن راغبا .
كن حرا ولا تكن مملوكا .
كن زاهدا ولا تكن طامعا .
كن مقبلا ولا تكن مدبرا .
كن سليم القلب ولا تكن حاقدا .
كن مسئولا ولا تكن سائلا .
كن متحضرا ولا تكن متأخرا .
كن عادلا ولا تكن ظالما .
كن واعيا ولا تكن غبيا .
كن ذاكرا ولا تكن غافلا .
كن فاعلا ولا تكن مفعولا به .
كن حليما ولا تكن مندفعا .
كن منتجا ولا تكن متطفلا .
كن إيجابيا ولا تكن سلبيا .
كن عاليا ولا تكن متعاليا .
كن كبيرا ولا تكن صغيرا .
كن معطيا ولا تكن آخذا .
كن كالورد ولا تكن كالشوك .
كن مسالما ولا تكن مهاجما .
كن محبا ولا تكن مبغضا .
كن إماما ولا تكن مأموما .
كن متوكلا ولا تكن متواكلا .
كن كحامل المسك ولا تكن كنافخ الكير .
كن متبعا ولا تكن مبتدعا .
كن توابا ولا تكن ذنابا .
كن غاضا لبصرك ولا تكن مطلقا له .
كن مثقفا ولا تكن جاهلا .
كن سابقا ولا تكن مسبوقا .
كن عذب اللسان ولا تكن طعانا أو لعانا .
كن صبورا ولا تكن عجولا .
كن داعيا ولا تكن متفرجا .
كن زوجا رائعا ولا تكن زوجا جافيا .
كن أبا حانيا ولا تكن أبا غليظا .
كن شهما ولا تكن نذلا .
كن لله كما يحب ولا تكن كما لا يحب .
كن كالحديد في صلابته ولا تكن كالريشة في هشتها .
كن كالنجم في علاه ولا تكن كالحصى في أدناه .
كن كالأسد في قره ولا تكن كالغزال في فرّه .
كن كالشمس مشعا ولا تكن كالقمر مستمدا .
كن كالنهر في عذبه ولا تكن كالبحر في ملحه .
كن متواضعا ولا تكن متكبرا .
كن كالثعلب في ذكاءه ولا تكن مثله في مكره .
كن واثقا ولا تكن مهزوزا .
كن ذا همة ونشاط ولا تكن متبلدا .
كن كالجمل في تحمله ولا تكن كالفأر في تعجله .
كن كالغزالة في عدوها ولا تكن كالسلحفاة في بطئها .
كن كالجبل في ثباته ولا تكن كالشجر في ميله .
كن آكلا للطيبات ولا تكن آكلا للخبائث .
كن مفتاحا للخير ومغلاقا للشر ,
ولا تكن مفتاحا للشر ومغلاقا للخير .
كن ذا خلق كريم ولا تكن ذا خلق ذميم .
كن مخلصا لله في عملك ولا تكن مرائيا ومسمعا .
كن موفيا للوعود والمواثيق ولا تكن غادرا أو خائنا .
كن واصلا للرحم ولا تكن مكافئا أو مقاطعا .
كن بارا بوالديك ولا تكن عاقا لهما .
كن ذلك الشخص الشهم في الظروف الصعبة ,
ولا تكن ذلك الشخص السلبي الذي يٌعرض عن مساعدة الآخرين .
كن اليد التي يمسح دموع الغير بأفعالك الرائعة ,
ولا تكن اليد التي تزيد من جروح الآخرين .
كن القلب الكبير الذي يحتوى حب الجميع ,
ولا تكن المتعالي ذو القلب الغليظ .
كن صوت الحق ورايته التي ترتفع دفاعا عن الحقوق ,
ولا تكن الشيطان الأخرس في سكوتك عن الحق .
كن عماد الدولة بالدفاع عنها والحفاظ على ترابها ,
ولا تكن الجبان الذي يلوذ بالفرار من أرض المعركة .
كن الشخص الذي يرد الجميل لوالديه برفع رأسهم في الدنيا و الآخرة , ولا تكن ذاك الشخص الذي يخذلهما .
كن مثمرا لمجتمعك ولا تكن زائدا عليه .
كن كالنجم الذي يلوح على صفحات الماء وهو رفيع ,
ولا تكن كالدخان الذي يعلو بنفسه في الهواء وهو وضيع .
كن صالحا ولا تكن فاسدا.
كن حكيما ولا تكن مجازفا.
كن عصريا ولا تكن رجعيا.
كن رحيما ولا تكن قاسيا.
كن هادئا ولا تكن ثائرا.
كن قارئا للقرآن ولا تكن هاجرا.
كن نافعا ولا تكن ضارا.
كن حريصا ولا تكن متهاونا.
كن غنيا فى كل شيئ وى تكن فقيرا فى أى شيئ.

وخلاصة القول :-
كن نجما في السماء تراه الناس ولا تكن حصاة بالأرجل تداس.
نعم فكل ما سبق ما هو إلا مثال توضيحى يظهر لنا من خلاله كيف نكون أحياء لا أموات,  أحياء نسعد أنفسنا ونعلو بها الى أرقى وأروع حياة , ونسعد غيرنا بتلك الصفات والاخلاق الأكثر من رائعة والتى حتما ستؤثر عليهم جميعا ,
                 
           فكن كما يجب أن تكون

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

كن قوياً


هل لاحظت من قبل أن الأمور قد أصبحت معقدة بشكل مثير وانقلبت رأساً على عقب من حولك , وبعد ذلك حدث تحول أخر أكثر إثارة نحو ألأفضل
قد يقول شخص إنه كان على وشك اليأس والاستسلام قبل أن يصنع مستقبله , فقد كان كالغريق دون مجداف يسبح به , لا يجد حتى قشة ليتعلق بها , ولكن فجأة بدأ كل شيء يتحول نحو الأفضل ليصبح هذا الشخص بعد ذلك رجل أعمال ناجحاً ويجنى ثمار جهده الطويل .
وقد نقرأ أو نسمع عن بطل رياضي قد أصابه اليأس والإحباط ولم يستطع الفوز بأية مباراة . ولكن وبينما كان على حافة الاستسلام والتراجع إلى الوراء , تحمل وصبر وأعطى لنفسه فترة كافية , نجح من خلالها في أن يحول مستقبله الرياضي تماماً من الفشل إلى نجاح يجنى من خلاله ثمار المجد .
ربما تكون قد مررت بهذه التجربة من قبل , حين سألت نفسك متعجباً عمّا إذا كانت الحياة تستحق كل هذا الجهد والعناء , ثم قابلت شخصاً استطاع أن يرفعك إلى عنان السماء .
نعم أخي إن هذا هو طبع الحياة , فهناك مبدأ يحكم هذا الأمر وهو مبدأ " إن مع العسر يسرا " و " إن النصر مع الصبر " و " إن الفرج مع الكرب" , فقد يضيق بنا الحال ويبدو على أسوأ ما يكون , ولكن إذا تمهلنا قليلاً وتحلينا بالصبر , فسنكافأ على صبرنا هذا ونحصل على ما نريد , نعم فدائماً ما تكون أحلك الساعات هي تلك التي تسبق الفجر .
فولادة الطفل وخروجه إلى الدنيا تعد دليلاً على صحة هذا المبدأ , فقبل أن تأتى أعظم هدية إلى الحياة مباشرة , يخضع صبر الأم لاختبار حقيقي , فتتحمل آلاماً مبرحة حتى يخرج وليدها إلى النور .
فعندما نؤمن بهذا المبدأ وندرك معناه الحقيقي ستفقد الحياة الكثير من قسوتها , فأحياناً تكون الشدائد اختباراً من الله لصبرنا وصدق عزمنا على تحقيق الهدف الذي نسعى من أجله . فإذا تحلينا بالصبر قليلاً وتمسكنا بعزيمتنا فسننال ما نريد !
وبمجرد أن ندرك هذا المبدأ , سنستطيع بالفعل أن نخطو خطوة بل خطوات للأمام .
فعندما تشعر بأن كل شيء من حولك قد أصبح كئيباً , قل لنفسك " إن الأمور لا تسير على ما يُرام ! ربما يعنى هذا أن كل ما كنت أسعى من أجله على وشك أن يتحقق وسيتحقق بإذن الله " وقتها ستشعر بقوة تحملك على أن تواصل حياتك بشكل جيد ومريح .
ولكن علينا أن ندرك أننا جميعاً سوف نخضع لهذا الاختبار قبل تحقيق شيء ذي قيمة بالنسبة لنا , فإذا استطعنا إدراك هذا المبدأ واعتبار هذه الصعاب جزءاً ضرورياً من عملية الإنجاز والوصول إلى ما نريد , فسنحقق كل ما نرغب في تحقيقه .
فلا تدع الدنيا أخي تخدعك , فربما تكون لحظة انفراج الأزمة قريبة جداً وأنت لا تدرى , فحينما تشتد عليك الأمور , كن قويا كالجبل  بأوتاده , بمعنى أخر فليكن ما في باطنك أقوى وأعمق مما فى ظاهرك , فهذا الجبل لو لم يكن له أوتاد ولا عمق , هل سيثبت في وجه العواصف والزلازل ؟ حتماًً لا بنفس الطريقة نحن إذا ما كان لدينا من الأساسيات المتينة بداخلنا فلن نصمد أمام أقل شهوة أو أزمة تقابلنا , وما أكثرهن , فكن قوياً كالجبل بأوتاده وبكل ما يحمله , فهو" أي الجبل " هدف صعب وليس بالسهولة اقتلاعه أو هدمه أو حتى تجاوزه , ولكن في المقابل إذا لم يكن لك عمق ولا أساس ترتكز عليه  فستكون لقمة سهلة وسوف تقتلع بكل سهولة ويسر.
فنحن نعرف أناس ولدوا وترعرعوا في أحضان الرفاهية والترف , وكانوا دائماً يعتمدون على شخص ما , ولم يضطروا إلى شق طريقهم بأنفسهم لأنهم لن يتحملوا المعاناة التي ستقابلهم , كما كان لديهم أيضاً من يحتضنهم ويمسح على رؤوسهم , فنادراً ما تجدهم يكتسبون قوة عظيمة أو قدرة على الاحتمال , فإنهم بذلك يُشبهون الشجيرات الصغيرة في الغابة , مع الأشجار الشامخة التي كافحت من أجل كل شبر من نمّوها , وصارعت العواقب منذ أن كانت مجرد بذرة , إلى أن أصبحت شجرة عظيمة تسر الناظرين .
نعم أخي فالعملاق لا يصبح عملاقاً إلا من خلال مصارعته للمصاعب والتغلب عليها , ومن المستحيل أن يتمكن الشخص الذي لا يضطر إلى الكفاح ومُغالبة الصعاب أن يكتسب القوة والقدرة على الاحتمال , وكما قيل " أن تحيا بلا تجربة ومساع يعنى أن تموت مجرد نصف رجل "
فالحياة عبارة عن صالة ألعاب رياضية , ومن يكتفي بالجلوس على المقعد حتى الأمامي ومراقبة الأثقال والأجهزة الأخرى , لا ولن يكتسب قوة عضلية أو قدرة احتمال وجلد .
 فإذا قام الوالدان بالتمارين الرياضية بدلاً من أطفالهم , فلن يكتسب الأطفال قوة عضلية , بل سيبقوا ضعفاء إلى أن يؤدوا  تمارينهم الخاصة بهم بأنفسهم , فكم من الأهل الآن يحاولون القيام بالتمارين بدلاً من أطفالهم , بينما يراقبهم أطفالهم وهم جلوس على كرسي مريح , ومع ذلك يتساءل هؤلاء الأهل لماذا ينشأ أطفالهم ضعفاء , وعضلاتهم رخوة مترهلة . ولذلك
إذا ما أردت أن تحياة حياة غنية واسعة , وتعبر عن ذاتك بأسلوب مبدع يّوسع المدارك , فاحصل على حريتك مهما كان الثمن , فلا شيء يمكن أن يعوضك عن إخماد أفضل ما في داخلك من طاقة , ولهذا عليك إظهارها  مهما بلغت التضحيات , فالأمر يتطلب قدراً كبيراً من الاحتكاك والصقل والمعاناة فهذا هو ما سيُظهر القوة الحقيقية لشخصيتك , فالماس ما كان ليظهر مدى عمق روعته وجماله , لولا احتكاكه مع الحجر الذي يُصّقل وجهه , ويسمح بالدخول وكشف ثرائها المُخبأ , إنه الثمن الذي تدفعه مقابل تحررها من الظلام , فلقد خلُقت الشدائد لأصحاب النفوس الشديدة , فكن واحداً منهم , ولا تكن عكس ذلك كي لا تموت وأنت حي .
وهناك حكمة تقول " إن أفضل الأشياء هي أصعبها !
وما زالت تلك الحكمة صحيحة حتى الآن ... فما يتحقق بغير تجرع وتعب لا نقدره غالباً حق قدره ولا نستمتع به , وغالباً ما نفقده بنفس السهولة التي جاءنا بها , لأن ما يأتي سهلاً يضيع سهلاً , أما ما بذلنا من أجله العرق والدموع ... فإننا نتشبث به ونحافظ عليه ونبنى فوقه لأننا نعرف جيداً كم شقينا كي نناله , وكم سهرنا من أجله الليالي .
وفى كل مراحل العمر على الإنسان دائماً أن يحاول تحويل خسائره الشخصية إلى مكاسب , فيحاول دائماً أن يبدأ من حيث فشل , مؤمناً بأن قطرة الماء تثقب الصخر وأن المستقبل الذي يسعى إليه هو مشروع سنوات طويلة وليس أسابيع أو شهور , وأن ما نعانيه من صعوبات أو آلام لن تستمر إلى الأبد , وحتى لو استمرت فلقد حولها غيرنا من خسائر إلى مكاسب , فلماذا لا نحاول مثلهم .
فبعض المؤرخين يعتقدون بل ويتأكدون أن الصعاب الشخصية التي واجهت بعض العباقرة والمشاهير هي السبب الأساسي في نبوغهم وفى شحذ إرادتهم لتحقيق ما حققوه , ويرون أنه لو لم يولد الفيلسوف الفرنسي ديكارت مريضاً عليلاً مهدداً بالإصابة بمرض السُل الذي ماتت به أمه ما سمح له مدرسوه بالبقاء فترات طويلة في الفراش والذهاب متأخراً إلى الفصل , وما قضى ساعاته في الفراش متأملاً ... ومفكراً ... وقارئاً ... مما أهّله بعد ذلك لوضع فلسفته التي يعتبرونه بها أبا الفلسفة الحديثة ., ونفس الشيء يمكن أن تقوله عن طه حسين والعقاد وغيرهما من العمالقة الذين تحدوا ظروفهم الشخصية أو الاجتماعية وشربوا هذا المزيج العجيب الذي ينبغي أن نوطن أنفسنا على أن نتجرعه حتى نصل إلى ما وصلوا إليه .