السبت، 4 ديسمبر 2010

كن جذاباً


فإذا كنت تود الشعور بقيمتك الحقيقية , فأسعى لجذب الناس إليك وكن لهم مصد ر للسعادة والبهجة  ولا سبيل لك لذلك إلا بأن تتحلى بالصفات التى تؤهلك لذلك  والحقيقة أن هذه الصفات كثيرة جداً , إلا أننى قد أخترت منها صفتين اثنتين فقط  , لأن فيهما ما يكفى لتحظو بإكتساب حب الجميع , كاللطف والرفق , فهما صفتين من شأنهما أن يجعلا علاقتك بالآخرين تسمو وتزدهر , وذكرك يحسن ويجمل , وهذا لأن الحياة قد زاد ت قسوتها , أيضا فقد أنتشر فيروس اليأس والإحباط  حينما قلت مساحة اللطف والرفق فى حياتنا , والجميع لديه ظروفه الصعبة المحيطة به من كل جانب , فما أجملها وما أروعها وسط هذه الظروف أن تتعامل بلطف ورفق مع أصحاب هذه الظروف  فأنت بذلك تقدم لهم صنيعا رائعا لن ينسوه لك أبدا  وهذا لأننى كما قلت سابقا , أننا نعيش فى زمن صعب يحتاج فيه الناس لكلمة رقيقة وحضنا دافئا , نعم , يحتاجون إلى من تنفرج أساريرهم عند رؤيته وتزول همومهم عند التحد ث إليه وتنشرح قلوبهم عند الإنصات إليه , فأحمل هذا المشعل " مشعل اللطف والرفق " لينير لك الطريق وطريق غيرك لتحلو حياتك وحياة غيرك  نعم , فإنك إذا نظرت إلى أشهر المحامين أو الأطباء أو حتى البائعين الذين يحوذون بإعجاب عد د كثير جدا من الناس , ستجدهم متسمين باللطف والرفق  فهذا المحامى يبتسم فى وجهك عند قدومك , وهذا الطبيب يرحب بك عندما تد خل عليه , وهذا البائع يحد ثك بكل لطف وأد ب , فتجد بالفعل أنك تميل إليهم أكثر من الذين يعاملونك بجفاء وفظاظة , فإن اللطف والرفق يفتحان لك الأبواب لتحصل على ما تريده ويتركان إنطباعا فوريا على النفوس التى تتعامل معها  والحقيقة ان المستفيد الأول من تلك الصفتين هو صاحبهما 
فقد تم تعيين شابين فى قسم خدمة العملاء فى أحد المحلات الكبرى وكانت تُعرض عليهما شكاوى العملاء وقد كانا حديثى التخرج ولم يحصلا على القد ر الكافى من التد ريب , ورغم ذكاء وقوة شخصية الشابين إلا أنهما لم يتمكنا من القيام بالعمل على النحو المطلوب , فلقد عاملوا العملاء معاملة "الند للند "  و"العين بالعين " وانزلقوا إلى حالة من الرد بالمثل , فقد كانوا يقابلون العدوانية بمثلها واللامبالاة باللامبالاة من جانبهم والمواقف الدفاعية من العملاء بأخرى شبيهة من ناحيتهم , الخلاصة أنهم كانوا يعتنقون سياسة رد الفعل ويتركون للعملاء تحد يد الكيفية التى سيستجيبان بها , ولذلك لم ينجحا فى العمل , وسريعا بدأ العمل وفشلهم فيه يؤثر عليهم , ففى إحدى الليالى ذهبا بعد العمل إلى إحدى المقاهى وهما فى حالة مزرية , وأثناء مناقشتهما لمقدار الإحباط الذى يواجهانه فى العمل وصعوبة التعامل مع أشخاص غير راضين , لاحظ  أحدهما لوحة معلقة على الحائط , فقال لصد يقه "انظر إلى هذه اللوحة , لقد حاولنا كل شئ إلا هذه الكلمات " وكانت تحوى العبارة التالية : " كن ودوداً , فكل فرد لديه معركته الطاحنة " 
وقد غيرا من فورهما الطريقة التى يفكران بها , ووضعا إستراتيجية جد يدة , فلقد قررا أن يُظهرا الود للعملاء ويتوقعا إحتياجاتهم ويعملا بجد على خد متهم , وبعد بضعة أيام من أدائهم العمل بهذه الطريقة الجد يدة , قال أحدهما للآخر " هل لاحظت أننا نستقبل نوعية مختلفة من الأشخاص الآن ؟ لقد أصبحوا أكثر لطفا 
فاللأشخاص كما هم لم يتغيروا , ولكن الذى تغير هو طريقة تعامل الشابين معهم , لذا أصبحوا أكثر لطفا معهم  وصدق من قال : " لن تحصد فى الحياة إلا ما تزرعه " 
فلن تحصد لطفا ورفقا إلا إذا زرعت فى حياتك وحياة غيرك اللطف والود , ولن تصبح ذا شأن فى المجتمع إلا إذا جذ بت الناس إليك  ولن تستطيع جذبهم إليك إلا إذا تحليت بتلك الصفات الرائعة التى ستؤهلك لذلك , فتحلى بهما وسوف تُمنح حقك وما هو أكثر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق